عادت عبارة بولس إلى ذهنها مع رنين أجراس كنيسة المجمع السكني الذي تقطنه في أديس أبابا، تراءت لها صورة المجدلية وهي تبكي فراق المسيح. حينها علت الابتسامة وجه تلك العليلة، فالمجدلية والخنساء وقديسة قرطاج والسيدة المنوبية وكاهنة الأوراس مثلها يفهمن معاني ظلم الظالمين. ..توقفت المطارق والمناجل عن الضرب في رأسها الصغير، أغمضت عينيها لرائحة قدمت من اللامكان، من أرض أخرى تحملها ترانيم كالتي تأتي على مسامعها حين تمضي أمام كنيسة سان غابريال الأرثوذكسية. رائحة من عبق بخور كنائس الأوروموآ التي تحيط بيتها أو ربما من إحدى زوايا المدينة القديمة بأرض الوطن البعيدة. كانت تلك الرائحة تلف بوجهها وتهديها السلام حيث نامت بعد أن تركت: "- حسبي الله و نعم الوكيل". |