أعرف قدر حسين عبد العليم جيتا كواحد من أهم الذين أدركوا أسرار التوفيلا)، إذ منحتهم أسرارها ومنحوها عشقًا خاصا، حسين الذي يليق به أن يكون حفيدا السادة (التوفيلا) الكبار، أمثال: يوسف إدريس وعلاء الديب ومحمد البساطي. هو أيضًا المستغني الأكبر الذي اختار موقعه بإرادته الحرة، سواء ككاتب أو كإنسان. كما أنه محامي الفقراء، فلا أنسى مطلقا ازدحام المكلومين في أفقر مكتب يمكن أن تصادفه في أدغال بولاق الدكرور، المكتب الذي لم يغيره مطلقًا حتى رحيله
لم يهتم حسين بالحد الأدنى من الحضور والجوائز والأمان الذي يقي الواحد الغوز، واستطاع
أن يكتب 13 عملا من بينها توفيلات ستبقى طويلا.
أنا سعيد بهذا الكتاب بهذا التحقيق والجدية والعكوف والاستقصاء، فإسراء النمر من المحررين الثقافيين القليلين الذين يمتلكون موهبة حقيقية ولافتة، وما نشرته من قبل يؤكد انحيازها للقيمة، لا للانتشار والضجيح. وفي كتابها انحياز واضح لحسين عبد العليم، ورغبة في إعادته للواجهة وإعطائه بعضًا من حقه المهدور.. تحية لها وله ولحياته الخاطفة