في مجموعته الأقمار الساكنة، يحكي كليمنس ماير عن ناس يقضون حياتهم على هامش مراكز الأحداث. يفعل هذا بنبرة حذرة وخافتة للغاية كأنه يود فقط ألا يدفع هذه الشخصيات نحو موضع تسلط عليه الأضواء حيثما قد تستبيحهم نظراتنا الفضولية. وكأنه لا يود أن يزعجهم في هذه الدقائق القليلة التي لا يستطيعون فيها في الحقيقة نسيان وحدتهم –فهم جميعًا وحيدون في الحقيقة– وإنما يستطيعون إزاحتها جانبًا؛ إذ يراودهم لبعض الوقت الأمل المؤقت في أن هناك شخصًا ما قد يكون من الممكن مشاركته في شيءٍ ما.
تضم المجموعة عوالم متنوعة بما يدل على براعة الكاتب وقدرته على تصوير أنماط حياة نماذج مختلفة من البشر في سياقات متنوعة، نساء يعملن في تنظيف القطارات أو مصففات شعر ورجال يعملون في خدمة البريد السريع نرى رجال أمن يحرسون مجمعات سكنية للأجانب مهددة بخطر التعرض لاعتداءات، يتماس في بعض القصص مع أجواء ما بعد الحرب العالمية ونتائجها على ألمانيا وسيطرة موسكو على ألمانيا الشرقية.