بين سفر وآخر، وبين لغة وأخرى، يفتح محمد بريشة أمامنا أبوابًا غير متوقعة لا على الجغرافيا وحدها، بل على الذات، والذاكرة والوعي. "الفتوحات في الأسفار واللغات" ليس كتاب رحلات تقليديا، ولا مذكرات شخصية معتادة، بل هو سلسلة من " الفتوحات" - لحظات انكشاف وإشراق روحي وفكري - تلتمع فجأة أثناء موقف عابر أو تأمل عميق.
في أكثر من تسعين بلدًا، وبأكثر من إحدى عشرة لغة، يتنقل الكاتب بين الأمكنة والأزمنة، ويصاحب القارئ من كاتدرائية في رافينا إلى فسيفساء قصر الحمراء، ومن ضريح دائتي إلى ظلال الذاكرة في متاحف الفاتيكان كل فصل هنا هو ومضة، وكل ومضة هي كشف.
هذا الكتاب تجربة إنسانية شديدة الخصوصية، لكنها تخاطب فينا ما هو مشترك الشغف بالفهم، التوق إلى الآخر، والتصالح مع الذات. هو لا يعدك بإجابات نهائية، لكنه يهمس لك بأسئلة قد تغير منظورك للعالم، وتفتح آفاقا نحو إنسانية أكثر رحابة.
