أربعة عشر نصاً تقرأ من خلالها أميرة أبو الحسن تلك اللحظات “الحاسمة” التي تتحول فيها المفردات “كائنات” توشك على أن تتلمس ذاتها حيث تنتشر اللغة في متاهة التعبير كالغبار الذي ضل طريقه. ولعل اللغة في هذه المجموعة مشروع يفتقر إلى الصدقية ولا يبعث على الاطمئنان، في الوقت عينه، بعيداً عن الكيفية التي تتكون بها هذه المفردات، على وجه الخصوص. اللغة، في سياق كهذا، تبعث على الخوف من الغموض الكامن فيها. متاهة شاسعة من القلق الذي يفضي، في أحسن الأحوال، إلى الارتطام العنيف باللغة في أشكالها الفجة وهي تدور على أطراف الذاكرة عشوائياً بغريزة صماء. متاهة هي اللغة وهي تتطاير في فضاء التعبير كتلاً خرساء من الوزن الثقيل. تقارب أبو الحسن هذه المتاهة من زاوية حادة جداً، تتمثل في عزمها على الخروج من البوابة العريضة للغة ومن ثم معاودة الدخول إليها من ثقوبها الصغيرة. والأرجح من مسامها الضئيلة المتوارية عن الأنظار. وهي إذ تسلك هذا المسلك، فإنها تنأى بنفسها عن الاصطدام بالجبروت الأعمى للغة والانصراف بدلاً من ذلك إلى فكفكتها نتفاً صغيرة تعيد تشكيلها في فضائها الذاتي الأصغر حجماً.