تبدأ أحداث الرواية بجريمة قتل في ألمانيا،
ثم تعود إلى كردستان الممزقة. لتتنقل بعد ذلك بينهما، محاولة تتبع أحلام
"آزاد" العريضة المتمثلة في مجرد الحصول على وطن يحتويه. ممزقا بين ثلاث
لغات؛ لغته الأصلية الكردية، والعربية بطبيعة الحال، والألمانية التي تعلمها..
وعمله كمترجم للاجئين، متنقلاً بين اللغات كأن قدره ألا يستقر على لغة واحدة تعبر
عما بداخلة
شتات وهجرة وهروب وترحيل.. حياة وموت وأحلام
ساطعة وأحلام موءودة.. حب وهجران وخيبة ونصر وهزيمة. أمل وألم وتمزق.. أكراد وعرب
وألمان..
يتناول "حليم يوسف" كل هذا في مزيج
وتناغم مذهل، متنقلاً بمهارة بين الداخل/ النفسي، والخارج/ الواقعي راسماً رحلة
طويلة تدور عن تمزق الأوطان، وضياع الإنسان- بمعناه المجرد- في محاولاته الدؤوبة
لمجرد العيش، والحفاظ على ما تبقى من ذكريات بعيدة لشوارع وبيوت وساحات بلده
البعيد
رواية شديدة الرهافة والخصوصية.. مليئة
بالألم والدهشة.. والأحلام عن الأوطان التي نظل نحملها داخلنا مهما سافرنا
وابتعدنا..