يكشف كتاب «عربدة الكاوبوي في بلاد الهنود الحمر»، للدكتور صديق محمد جوهر، أن معظم روايات الغرب الأمريكي، خاصة ما يطلق عليه «قصص الأسر»، إبان القرن السابع عشر، تعكس طابعا متطرفا معاديا لسكان أمريكا الأصليين، إذ تعمد إلى تصوير الهنود الحمر باعتبارهم همجاً، لا مناص من استئصالهم، لتمهيد الطريق أمام التوسع والاستيطان الأوروبيين، فصورة الهندي الهمجي التي روجتها روايات الأسر الاستعمارية عززتها روايات القرن التاسع عشر، وبالرغم من وجود تباين في الرؤى الفنية والاتجاهات الأيديولوجية بين الروائيين، فإنهم أجمعوا على تصوير الهندي الأمريكي كهمجي شهم، لكن الضرورة تتطلب محوه أو تهميشه في أقصى بقاع الغرب الأمريكي أو عزله داخل محميات ومعازل، بحجة أن الماضي البدائي لا بد من التخلص منه.
