تعطينا هدى عمران في ديوانها "كأنها مغفرة" مجارًا محادعًا، فكما أننا في بعض الروايات نجد الراوي غير الأمين، ففي قصائد الديوان نجد المجاز الذي يخدعنا فهي تتنقل بين الخاص والعام بسلاسة وإحكام؛ مما يجعلنا نتساءل: هل "هدى" داخل القصائد هي الشاعرة؟ أم هي مجاز لامرأة أخرى تصادف أن كانت هي أيضا هدى؟
هل الذاتي المتناثر بين المقاطع في الديوان كله يخص الشاعرة بشكل حقيقي؟ أم هو مزج للواقعي بالخيالي - في لعبة كتابية محكمة - لتخرج تلك الدفقات الشعرية المكثفة، نقرأها فنجد أنفسنا كلنا بشكل أو بآخر بين سطور القصائد لنندهش ونعيد القراءة من جديد.
تستند هدى في كتابتها على قاموس لغوي ثري، تقوم بتطويعه، متنقلة بين مفردات متنوعة، وتراكيب لها بصمة مميزة، وصوت شعري أصيل.
هدى عمران كاتبة وشاعرة مصرية من مواليد عام 1988، درست العلوم السياسية في جامعة القاهرة، وهي الآن تعد رسالة الماجستير عن السياسات الثقافية والأدب النسوي، نشر لها ديوان شعر "ساذج وسنتمنتالي". وترجمت قصائد منه للغة السويدية والإنجليزية ورواية "حشيش سمك برتقال " 2018، التي حصلت على منحة "آفاق"، ووصلت للقائمة القصيرة في جائزة ساويرس 2021. وديوان "القاهرة" الذي فاز بجائزة حلمي سالم. وحاز مشروع رواية حياة الجيمرز" وهي رواية لليافعين على منحة مفردات 2021 صدرت مراسلاتها مع مدرسة الأدب والشاعرة السويدية "بورجو ساهين" باللغة الإنجليزية في مجلة kriter.