طريق
البلقان، بدأت فكرة الكتابة عن هذه الطريق، بعد أن فكَّر الكاتب مرَّاتٍ عدَّة في
القيام برحلة، كما فعَلَت أخته في ربيع عام 2002، هاربةً من جحيم الديكتاتورية،
والتي هرب منها هو أيضًا قبلها بأكثر من عشرين عامًا. ذلك الطريق الذي شهد
"موجات" من الهاربين، عبر عصوره المختلفة.
يأخذنا
نجم والي في رحلة شديدة العُمق عبر التاريخ، لكلِّ مَن اجتاز تلك الطريق هربًا من
شيء ما، بدءًا بالنبي إبراهيم؛ أكثر الشخصيات شُهرةً، وأعظمها مَكانةً دينية في
أدبيات الأديان العالمية الثلاثة؛ حيث هجرته المعروفة، ومروره ذهابًا وإيابًا بهذه
الطريق. ثم يتناول البابليِّين والإغريق والفُرس، ثم الإسكندر الأكبر وفتوحاته،
والحروب الصليبية الغاشمة، ورحلات ابن بطوطة، والكاتب الأمريكي جون دوس باسوس في
رحلته لاسطنبول في عشرينات القرن الماضي، وهانز كريستيان آندرسن الكاتب الدانمركي
الشهير، ورحلته للقسطنطينية، ليضربه بعدها سحر الشرق.
كل هؤلاء عَبَروا عبر طريق البلقان، وأكثر منهم على مدار التاريخ. لم تتوقَّف رحلات العبور والهرب والانتقال والحركة والسفر غير المشروع؛ هجرة وعودة وانتقال كما يخبرنا الكاتب بمرارة، بعد رحلته مرورًا وعودة عبر طريق لن تخلو أبدًا من المارِّين، أيًّا كانت مُسمَّيات رحلتهم أو انتقالهم؛ طريق البلقان
.