وهدأ وشم أقدامهم على رمال البؤس الساخنة تلك، ولم يعد السير ارتجالاً بين بيوت الصفيح. الوهم بدأ صيرورته، وأمست حقائق الأرض في عزلة مطلقة عن الحواس. لأنها آنذاك كانت غير قادرة على خلق علاقة شرعية بمفردة واحدة من مفردات الحياة على الأقل. وما إن أسدل الله على شبه الحياة هناك ستائر ليل بهيم، حتى بعدت المسافة اللازمة للخلق، فجاء الناتج الزمني المفترض لا يحمل صفة الجمال إلا سفاحاً. ولذلك فإنه لن يقبل حركة الساكن، مادام هو الابن غير الشرعي. هناك لا شيء يغسل جنابة الفراغ أكثر من هروب أبدي، لذلك فإن الناس يوقفون الحياة في الضفة الأخرى. ولا يتركون لها وسيلة العبور إلى جهتهم، لتكون بقدر وقوفها المستمر في طرف ممر الأحداث المملة، أكثر فتنة وجمالاً.... فرفعوا صوت بكائياتهم عاليا. |