كتب فاتسلاف هافل كتابه وفقا للبلتاجي في مقدمته إلى أن في أشد عصور الديكتاتورية قسوة، يصف فيه ظهور النظام والذي يطلق عليه نظام "ما بعد الشمولية"، حيث يشرح طريقة عمل هياكله "ذاتية الحركة"، والصراع بين متطلبات النظام الحاكم وحاجات المواطنين اليومية، إنه كتاب عن الهوية الإنسانية في صراعها من أجل تحقيق ذاتها مع نظم - تارة ديكتاتورية تقليدية، وتارة أخرى ديكتاتورية تدَّعي أنها تحكم باسم الشعب وتعمل لصالحه، يقدم لنا هافل هذا الصراع من منظور قادته المستقلين خارج السلطة، أو كما يصفهم بالضعفاء الذين رفضوا حياة الخداع والوهم الذي يطعمهم الديكتاتور لمواطنيه ويدفعهم إلى أن يتنازلوا عن حاجاتهم الشخصية واليومية لصالح تحقيق أغراضه، يقدم هافل تفسيرًا لكيفية عمل الحركات المدنية الثائرة، أو ما تسمى في شرق ووسط أوروبا بـ "حركات المنشقين" وعلاقتها بالمواطن والنظام والحياة".