تبدأ الرواية بالحدث الرئيس؛ وهو اختفاء الأم
"ألطاف". لنبدأ رحلة البحث عنها، مع الكثير من التساؤلات عن مكان
اختفاءها، ولماذا اختفت؟ تتداخل الأحداث وتتسارع، لتتقاطع وتتشابك خيوط العائلة،
حتى وإن كانت خيوطاً واهية؛ لندرك أن "ألطاف" هي القاسم المشترك بين كل
تصرفاتهم، فهي نقطة انطلاقهم، واختفاؤها هو نقطة عودتهم وتجمعهم من جديد.
"ألطاف" الغائبة/ الحاضرة،
وأولادها وزوجها الغائبون برغم حضورهم، تمضي بهم الرواية بأحداث متلاحقة سريعة.
ونجد أنفسنا أمام تساؤل غريب، واستطاعت الكاتبة ببراعة أن تتناوله بشكل مُحكم؛ وهو
كيف يكون للغياب حضور قوي كهذا؟ وهل الحضور هو حضور جسدي فقط! أم أن الغياب يجعل
الحضور جلياً، ولكننا ندرك ذلك بعد فوات الأوان؟!
أحداث تُحكم حلقاتها على أبطال الرواية كلهم
دون استثناء، لتترك كلاً منهم وحيداً، محاولاً البحث بضراوة عن "مخرج
للطوارىء، دون أمل حقيقي في إيجاده.