شهر كتب موديانو وأكثرها مبيعا، وهي تتكون من جزء بحثي وسيرة ذاتية، وكانت نتيجة هذا المزج كتاب رائع، تذوب فيها الحدود بين الحقيقي والخيالي، ويصعب التمييز بينهما.
استلهم باتريك موديانو هذا العمل حين عثر بالصدفة علي إعلان صغير في جريدة "باريس سوار" نشرت بتاريخ 31 ديسمبر 1941، يقول الإعلان:
نبحث عن فتاة اسمها "دورا بروديه"، تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، بيضاوية الوجه، لون عينيها بين البني والرمادي، ترتدي سترة رمادية، وبلوفر أحمر، وجيبة زرقاء، وقبعة، وحذاء رياضي بني. توجه بالمعلومات إلي السيدان برودر، 41 شارع بوليفار، باريس.
لم يكن اهتمام موديانو ينصب علي اختفاء الفتاة، فهناك آلاف الناس الذين اختفوا عشية غزو النازي لباريس في يونيو 1940، ولكن ما لفت انتباهه هو العنوان، فهو يعرف الشارع جيداً، حيث تجول فيه وهو صبي. وقرر أن يكتشف أمر تلك الفتاة.
بعد انهماكه في التحريات، اكتشف موديانو ترحيل دورا ووالدها إلي معتقل أوشتفتز في سبتمبر 1942، بعد تسعة أشهر من تاريخ الإعلان عن فقد دورا. ماذا حدث خلال تلك الفترة. أين كانت دورا؟ وماذا فعلت؟ ولماذا اختفت من الأصل؟ إذا كانت الشرطة الفرنسية أو الألمانية قد القت القبض عليها، لأدرجت اسمها في السجلات، إلا ان هذا لم يحدث. ظل موديانو يفكر في الفتاة، وكتب مخلدا اسمها هذا العمل.