"تُعتبر رواية "فرتر" هي أول رواية معاصرة، ولأنها بهذا الشكل، تستولي على قلوبنا، كما لو أنها تُعاش اليوم، كما لو أنها كُتبت اليوم. أجل، بالذات هذا هو سرها، بأنها تجعل بشرًا من أزمنتنا الحاضرة، ليسوا بخصال لوته أو فرتر، يشعرون بأنفسهم، كما لو كانوا في قلب الرواية. لأن الأمر كما هو مع العنف القديم، يُستعاد هنا ما هو إنساني ويُعاد إلى الحياة متوجًا بالحب.
"القلب"، تلك هي الكلمة، التي تظهر غالبًا في رسائل فرتر، والتي تسيطر على كل الرواية كموضوع. ليس الحديث عنا عن البطولات والمغامرات كما في الروايات قبلها، ليس عن المشاكل، ليس عن الشدائد والمخاطر وتنوعات الحياة كما في روايات زماننا، إنما تتحدث رسائله دائمًا عن الحب وحسب، نعم، بكلمة أدق: عن حب واحد."