لم تكن مصادفة أن العديد من الفيزيائيين الذين
صنعوا القنبلة النووية لاحقاً، قد تقابلوا في مدرسة هيلبرت بجوتنجن في عشرينات
القرن العشرين. فديفيد هيلبرت يعتبر عالم الرياضيات الأكثر تأثيراً في النصف الأول
من القرن العشرين، لا أحد غيره جمع في مكتبه هذا الكم من العلماء الذين قاموا
لاحقاً بدور قاطع، ولم تتقاطع الصلات ولا الأفكار بهذا الكم في أي مكتب آخر على
الإطلاق.
وضع هيلبرت المسار لكل التطورات الرياضية في
القرن العشرين. والكثير مما نراه اليوم في حياتنا اليومية-كتطور الكمبيوتر نشأ من
أفكاره الحداثية. كما أنه ترأس، في العصر الذهبي للرياضيات، مدرسة طورت وسائل لفه
العالم بطريقة حديثة. وساند إيمي نوتر لتعمل محاضراً، مقابل تعنت زملائه في كلية
الآداب، الذين ظلوا متمسكين بصورة المرأة من عصور الإمبراطورية الألمانية.
يستعرض هذا الكتاب حياته وسيرته الذاتية
وصداقته بأينشتاين والعديد من علماء الرياضيات والفيزياء وأهميته الكبرى التي لا
يغفل عنها التاريخ.