حتى نهاية العقد الأول من القرن العشرين إعتاد أهالي القطينة على رؤية إعرابي كهل يطوف دروب بلدتهم ثملاً. يعود من الحانة مساءً محتقباً عصاه، وتبرز سكين طويلة من ذراعه العاري. كان يردد لازمة تتخلل حديثه الصاخب بين الفينة والأخرى «يا حليل أولاد عثمان الكلهم فرسان» حتى انقضاء الثلث الأول من الليل. كان يعدد مآثرهم ويذكر مقاتلهم بكثير من التفجع والإنفعال. ويجأر أحياناً بالبكاء. ثم لا يلبث أن يتحدث عن وقائع الثورة المهدية وبطولة الرجال ويتحسر على تبدل الأحوال. |