تعد قصة جميل وبثينة من أشهر قصص الحب العذري في التراث العربي. ولد منها الرواة قصصًا صغرى وضعت "العفة" في مهب الشك. وصف ذلك الحب الأسر القلب شاعر وامرأة من بني عذرة بأنه نموذج للمحبين الذين يعيشون الحب المستحيل فيخلصون المحبوب واحد ولا يتوقفون عن الاضطرام به في حالات القرب والبعد. حب كابده جميل خلال عشرين سنة من حياته وظل ملازما له حتى مماته.
هذه "السيرة" لم تخل من تضارب العواطف والجسد، هي سيرة مشتركة حتى وإن غلب الاهتمام بالمحب على المحبوبة.
بلغة شعرية مدهشة ينسج نزار شقرون اليوم الأخير" من حياة جميل وبثينة بملمح تراجيدي يُزاوج فيه بين التاريخ والتخييل، واضعا شخصياته في مواجهة خبايا تجربة الحب التي تسير على شفا الكراهية
حين يتحوّل المحبوب إلى صورة في عالم شاعر وينتهي غريبا عن ذاته
ميتا في هيئة حي.
نزار شقرون ولد في مدينة صفاقس الأغلبية في الحي الإفرنجي في 23 من أبريل / نيسان عام 1970. عمل أستاذا محاضرًا في الجامعة التونسية وانتخب عميدًا للمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس عام 2011. ومستشارا ثقافيا في وزارة الثقافة بالدوحة 2015. صدر له أكثر من 20 مؤلفا وحاز على الجائزة الوطنية للشعر عام 1993، والجائزة العربية للنقد التشكيلي من حكومة الشارقة عام 2008، وجائزة البشير خريف للرواية في تونس عام 2023. جمع في مساره الأكاديمي بين اختصاص اللغة والآداب والحضارة العربية، وبين اختصاص علوم وتقنيات الفنون، مثلما جمع في حياته الأدبية بين الشعر والرواية والنقد الفني والترجمة.