للانتقال من القرى إلى المدن استغرق الأمر من البشر ما يقرب من 10 آلاف عام. وإذا اعتبرنا أن تلك الأعوام العشرة آلاف ساعة واحدة، فسنجد أن البشر لم يبدؤوا في الدخول إلى المدن إلا في آخر أربع دقائق ونصف فقط، أما في الصين، فقد تأخر الوضع العام فيها، إذ بدأ الناس في الدخول إلى المدن في آخر دقيقة ونصف فقط. ومن المثير للاهتمام أنه بعد بقائنا في المدن لمدة دقيقة ونصف فقط، سرعان ما بدأنا في الشعور بالحنين إلى ماضينا، والحنين إلى قرانا التي غادرناها للتو، ولا تزال عالقة في أذهاننا، تلك القرى الصينية الشاعرية التي تشبه اللوحات الفنية في جمالها، وسحرها، والتي تتوافق مع ما نحب ونرغب دائما.
على مدار عامين ونصف، وفي رحلة امتدت لعشرات الآلاف من الكيلومترات، أجرى فريق المخرج الوثائقي الشهير شيا يان بينغ مقابلات في أكثر من 100 قرية ممثلة للصين، حتى إنهم كرروا أعمال المقابلات والتصوير في العديد من القرى ثلاث أو أربع مرات فبعد صدور البرنامجين الوثائقيين "البحيرة الغربية"، و"أسرة سونغ"، سيخرج إلى النور قريبا برنامجه الوثائقي بعنوان "القرى الصينية"، مع نشر المحتوى النصي الخاص بالبرنامج، وهو موضوع هذا الكتاب
