مما لا شك فيه أن ثمة علاقة واضحة نشأت بين الرواية المصرية والأحداث السياسية التى مرت بها البلاد ، فعلى إمتداد الزمن ، نجد أن أغلب الكتاب يتأثرون بالتحولات الجزرية فى المسار السياسى لمصر ، فقد أشار الأديب " نجيب محفوظ " إلى ثورة 1919 فى روايته بين القصرين وعندما قامت ثورة يوليو 1952 إندفع الأديب " يوسف السباعى " لكتابة رواية رد قلبى التى تحولت إلى فيلم سينمائى ، كما تناول " إحسان عبد القدوس " أحد جوانب حركة الكفاح الوطنى ضد العدوان الثلاثى فى روايته الضخمة " لا تطفىء الشمس " ، وبعد قيام الحركات الإحتجاجية فى 25 يناير والتى إعتقد بعض السذج أنه يمكن تسميتها بثورة شعبية ، وتأكد الجميع من ظلام المستقبل وتحول مصر فى القريب العاجل إلى نموذج ردىء يشبه فى تكوينه العام كل من إيران وأفغانستان وباكستان ، حيث أيقن معظم الشباب هذه الحقيقة وبدأوا بالفعل فى إتخاذ قرارات حاسمة للفرار ساعين إلى الحرية والكرامة فى بلاد محترمة ومتحضرة ، إندفعت بعض الأعمال الأدبية والفنية لتتناول الحركات الإحتجاجية المصرية مثل فيلم " بعد الموقعة " الذى شاهدته فى السينما بقاعة خاوية قبل أن تصدر الأوامر بإحراق جميع دور العرض السينمائى فى مصر قريباً عقب الإنتهاء من صنع أسوأ دستور فى تاريخ العالم ، وعلى هذا فقد تأثر المؤلف " كرم صابر " / غزير الإنتاج ، بأحداث هذه الثورة البلهاء وصاغ لنا روايته الأخيرة " مريم العذراء والانتفاض " .